تأكيد الوجود المؤكّد جاء توثيقاً للهويّة اللبنانيّة، وجاء اختيار نخبة من المفكّرين الذين تناولهم هذا العمل ليضفي على المؤكّد طابعاً سجاليّاً على دروب البحث عن الحقيقة، وذلك عند تلازم الفلسفة والتاريخ، عبر فلسفة التاريخ. فتصدّر سؤال لم يفارق النموذج اللبناني في رحلة البحث، وهو يتعلّق بما إذا كانت الأزمة تتمثّل في تظهير الشخصيّة اللبنانيّة، أم في اكتشاف تاريخ لبنان وجوهره.
هذا الكتاب، إن هو إلّا رسالة، ودعوة إلى البحث عن الحقيقة بعيداً عن وهم الإيديولوجيّات، وهو مدخل الى مقاربة لمسح الواقع من خلال تحليل الشخصية العربية ، وقراءة خصائصها عبر مفاتيح فلسفية سوسيولوجية أنثروبولوجية أثبتت فاعلية ، عبر التاريخ . والقراءة في ذات الشخصية تمثل تحديا لكل الخلاصات التي تعاملت بمسلمات جاهزة مقولبة . ففي كل حال ، ومع كل ذات وشخصية ، ثمة ما يتطلب الإنفتاح على اكتشاف جديد ،وقبول نتائج هذا الإكتشاف . ومن باب الموقع الإستثنائي للواقع العربي ، وبالنظر الى الطابع الإستثنائي للشخصية العربية، وتموضعاتها عبر الماضي والحاضر ثمة ما يستحق العناء لمصلحة الحضارة والشخصية ومتعة كشف إنساني رائع .
إن فكرة الموت يجب ألا تفترس كل قدراتنا. كلمات تؤسس لأمانتنا على نعمة الحياة، أمام ضريبة البقاء وألق الإنتصار.
مع مشاعر أسى وشعلة لأمل تشع المعرفة في جوهر المعنى، والمعرفة هي لعنة الكورونا لكنها فارماكون الحقيقة، فهي سلاح الوجود مع رماة لا يخطئون. لكن الطريق مرصودة بلعنة المعرفة المجلية في أسرار تارة ومحرمات تارة أخرى. من هنا البحث في انسان الأخلاق والفلسفة والدين والمعنى. للنصر ثمنه المحقق نحو عصر جديد.
لا أفكار قبلية لحقيقة عاصفة، واستحضار لفكر نقدي عبر التاريخ نتشاركه مع العقول النيرة والوعي المتوهج عصفا بيقينيات بالية وأوهام وخرافات.
يأتي الكتاب ليتناول موضوعاً اساسياً يفتقر الى الاهتمام في المكتبة العربية. حيث يتناول تطور المسألة الأخلاقية، والهوية الأخلاقية ونظام القيم. ويتوقف المؤلف في قراءة جديدة للإرادة وعلاقتها بالقدر في ما يسميه الإرادة القدرية.
يحتل موضوع مواجهة العالم مع وباء كورونا جزءاً أساسياً يتم التعاطي معه من المنظار الاخلاقي لعرض الاستحقاقات التي تواجهها البشرية. وفي مجال حرب الهويات الجديدة، يتناول الكتاب إشكالية العلاقة مع الطبيعة.
حين تتلألأ الاضــواء تتــوزع بين حدقــات الناظريــن بومضــات مختلفــة وتأثيــرات متباينــة. مــا بين ميــدان المواجهــة بحرقــة القلــوب ولهفــة الحيــاة مقابــل شاشــات الايديولوجيــا التــي تحتــل فضــاء الصيــرورة حكايــات ومعــان. ومضــات مــن تاريــخ لبنــان يجمعهــا هــذا العمــل لنتشــارك الحــق بالتحــرر، ولنجعــل مــن نظرتنــا للحقيقــة النســبية دعــوة لحمايــة الهويــة الوطنيــة من محاولات التطاول عليها بالمزايدة والمواجهة والمصادرة.
يمثل لبنان نموذجاً فريداً تتجلى صوره ومكوناته في التعليم العالي، بين بيئة التعليم، الطوائف اللبنانية وتأسسها في حقل التعليم تتلاحق الأسئلة على مدى الحقب الزمنية حول طبيعة العلاقة بين السياسات الرسمية ومسارات التعليم العالي.
يشكل تطور التشريعات التي تبلورت في القانون الجديد للتعليم العالي مدعاة الى التساؤل مجدداً حول التموضع الجديد لمؤسسات التعليم العالي، وحول إمكانية الانسجام في مفاعيل القانون الجديد وتحديات القرن الواحد والعشرين، وبينهما السؤال عن مدى وأثر التفاعل بين عمل الهيئات الناظمة التي تمثل روحية الانتظام العام وروح المسؤولية بوضع أطر رعائية للتسيير والارشاد والتطوير. كل ذلك في وقت يدور السؤال حول قدرة مؤسسات التعليم العالي على تجاوز التحديات المتزايدة ومتطلبات الاستدامة على المدى البعيد.
هذا الكتاب مقاربة محدثة للعلاقة بين النظام السياسي والعملية الإنتخابية إنطلاقاً من منظومة بناء الدولة في لبنان. تنطلق المقاربة من استحضار ابجدية التغيير عبر المتغيرات والمعادلات التي تؤثر في العلاقة بين العملية الإنتخابية بأبعادها المختلفة ومكونات النظام السياسي، لتضيف إلى منهجية التحليل عناصر جديدة ذات أثر في تحديد خيارات الناخب كالثقافة السياسية واختيار سلوكيات معينة وتموضع الناخب بين تبعيته لنخب سياسية معينة أو احترام حقوقه كمواطن في دولة تضمن له حقوقه كاملة.
يخلص الكتاب، في ضوء تحليل موزاييك التحالفات ونتائج المعركة إلى تقييم تداعيات العملية على مستقبل لبنان واثرها في التغيير المنشود الذي يخرج عن كونه مجرد شعارات تختصر شمولية هذا التغيير وتحديد اتجاهاته ومضامينه.
تكبر مخاوف اللبنانيين عاماً بعد عام من تداعيات الأزمات ويصبح القلق أشد وطأة بين خيبات التسوية ؛ حيث باتت المعالجات بحاجة الى تغييرات جذرية بحجم مدى السؤال عن مصير لبنان.
وسط الخيبات وما تبقى من آمال يأتي هذا العمل كمساهمة وصرخة ، من موقع المعاناة ، ومن قبيل الإدراك بأن مسارات الزمن وتفاعلاتها في الديمغرافيا والسياسة والإقتصاد لن تقف عند حدود التسويات التي يحاول المتربعون على تخوم النزاعات إعادة ترسيمها خارج حقائق التاريخ و إتجاهات تطوره.
يتناول هذا الكتاب تحليل الابعاد السياسية والاقتصادية -الاجتماعية لتطور لبنان من خلال إبراز العوامل التاريخية والغوص في سياسة الدولة منذ الاستقلال، عبر الامتيازات متعددة النتائج، وينظر المؤلف الى التنمية اللامتوازنة كعنصر أساس من عناصر الاخلال بالوحدة الوطنية حيث يخلص الى تقديم الاقتراحات العملية من أجل الاصلاح على الصعد المختلفة.